فيلم «سامية».. قصة ملهمة لعداءة صومالية
من قلب بلد منهك منذ عقود بصراعات السلطة والأفكار المتشددة يقدم الفيلم الروائي (سامية) للمخرجة الألمانية ياسمين شامديريلي قصة ملهمة لفتاة صومالية حلمت بأن تصبح أسرع عداءة في العالم وكادت أن تصل إلى خط النهاية لولا أن حواجز الزمن قطعت عليها الطريق. الفيلم بطولة إلهام محمد عثمان وفتاح غيدي وأمينة عمر وعلمي راشد علمي وكلثومة محمد عبدي والطفلة ريان روبلي وشاهده جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوم أمس الأول الخميس في عرضه الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن برنامج "البانوراما الدولية". وهو مأخوذ عن رواية بعنوان (لا تقولي أنك خائفة) للروائي الإيطالي جوزبي كاتوتسيلا تمت ترجمتها إلى عدة لغات منها العربية. يتتبع الفيلم على مدى 96 دقيقة قصة الفتاة سامية التي اقترن والداها في وقت كان الصومال يتمتع فيه بقدر من الانفتاح والحرية حيث كان يشارك الأب في سباقات العدو والأم كانت تلعب كرة القدم لكن بعد سقوط نظام حكم محمد سياد بري في 1991 تبدلت الأحوال وفرض أصحاب الأفكار المتشددة سيطرتهم على أجزاء واسعة من البلاد.
نشأت سامية محبة للركض مثل أبيها وكانت تسبق أقرانها في المدرسة وتحلم بأن تصبح في المستقبل أسرع فتاة في الصومال ثم أسرع فتاة في العالم لكن هذه الأحلام أثارت انشقاقا في الأسرة بين والدها المشجع لطموحها وشقيقها الأكبر الذي يرى ركض الفتيات حرام شرعا. وبينما كان التضييق عليها داخل الأسرة من جانب واحد كانت كل الجوانب المحيطة تمارس التضييق ذاته إذ أصيب والدها في إطلاق نار أفقده ساقه اليسرى وأقعده عن العمل كما فرضت الجماعات المتشددة ارتداء الحجاب على النساء والفتيات في الأسواق والشوارع والمدارس ولم يعد أمام سامية مكانا واحدا للتدرب فيه وممارسة العدو.